الخرطوم: نبيل صالح - محمد مزكي
عاد إلى أرض الوطن عصر أمس، (175) سودانياً بينهم إمرأة وطفلان من الجماهيرية العربية الليبية عبر مطار الخرطوم على متن الخطوط الجوية السودانية من مطار الإسكندرية، التي وفدوا اليها من واحة السلوم عن طريق البر قادمين من مدن البيضاء وبنغازي وطبرق وأخرى بشرق ليبيا، بعد معاناة طويلة في المدن الليبية التي تشهد ثورة مسلحة للإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، وكان في إستقبال القادمين أحمد كرمنو أحمد وزير رئاسة مجلس الوزراء ود. كرار التهامي الأمين العام لجهاز المغتربين، رئيس غرفة طوارئ ومتابعة السودانيين بالجماهيرية. وقال كرمنو إن السودانيين بالمدن الليبية بخير، وأكد إستعداد اللجنة المختصة بهذا الأمر لإجلاء بقية العالقين تباعاً، وأضاف أن هناك لجنة تعمل على ترحيل العائدين كل إلى مدينته داخل السودان، فيما طمأن كرار التهامي، أسر السودانيين الموجودين بالجماهيرية، وقال إنهم بسلام، ونفى علم الجهات الرسمية بمعلومات حول حدوث وفيات أو إصابات وسط الرعايا السودانيين، وأوضح أن (10) آلاف سوداني تم تسجيلهم، وقال إن هناك صعوبات تواجه عودتهم لارتفاع قيمة تأمين الطائرات وصعوبة الأوضاع الأمنية بالموانئ، وتابع: نتوقع وصول (400) سوداني خلال الساعات المقبلة إلى السودان عن طريق ميناء حلفا ومطار الخرطوم، وأشار التهامي إلى إستعانة بعض الدول بالجهات السودانية لإجلاء رعاياها إلى الأراضي السودانية لثقتهم بقدرات وخبرة الأجهزة السودانية في التعامل في مثل هذه الحالات. وعبر العائدون عن سعادتهم بالعودة إلى أرض الوطن سالمين، بعد المعاناة التي كانوا يعيشونها وتعرضهم لمضايقات من بعض الليبيين الذين ظنوا أن السودانيين حاربوا مع الأجهزة الأمنية التابعة للنظام الليبي كمرتزقة، وقال أحد العائدين إنّهم فقدوا كل ممتلكاتهم ومدخراتهم نتيجة تعنت المخدمين الليبيين الذين هددوا بقتلهم إذا حاولوا المطالبة بإستحقاقاتهم. ونفى عبد الباقي الدائر التوم أحد العائدين، تورط السودانيين في القتال مع الأجهزة الأمنية الموالية للنظام، وقال: هناك بعض الرعايا التشاديين والغانيين والصوماليين بالفعل كانوا يقاتلون إلى جانب قوات القذافي، ولكن لم يكن هناك سوداني يحمل سلاحاً ضد الثوار سواء في بنغازي أو أية مدينة أخرى حسب متابعتنا للأوضاع. وتابع العائدون سرد معاناتهم في صعوبة الخروج لشراء إحتياجاتهم اليومية، خاصةً في الفترات الليلية، حيث تكثر العمليات العسكرية ويعيشون في رعب، وأوضح أحد العائدين أن عقد الأمن إنفرط تماماً ولم تعد هناك أجهزة أمنية مما ترك مساحة كبيرة للبلطجية لممارسة أنشطتهم الإجرامية في النهب والتعدي على المتاجر وبالأخص أملاك الأجانب الأفريقيين، ظناً منهم بأنهم يُشاركون الحكومة في قتل وقمع المتظاهرين، وذكر أحدهم عن أوضاع السودانيين في طرابلس، أن هناك صعوبة في الخروج من طرابلس لإتساع دائرة العنف في محيطها، ونوّه إلى بقاء (11) سودانياً في بنغازي بمنزلهم لـ (17) يوماً، لم يخرجوا خلالها إلى الشارع، وكانوا (يتناولون العصيدة بالموية فقط، بعد نفاد الخبز وتوقف المخابز وإصابة السوق بشلل تام). وثمن العائدون دور القنصلية السودانية في بنغازي التي ناشدت السودانيين عبر أرقام هواتف في الشريط الأخباري بقناة السودان الفضائية للإسراع بتسجيل أسمائهم في السفارة لحصر الموجودين لإجلائهم إلى السودان.