كتب: سليمان سري
أطلقت شبكة المنظمات النوبية وشبكة حقوق الإنسان والعون القانوني حملة قومية للقضاء على مادة الإسبستوس المستخدمة في أسقف المنازل وشبكات المياه بمنطقة حلفا الجديدة.وقال مدير شبكة حقوق الإنسان والعون القانوني أزهري الحاج إن أكثر من (26) قرية و(12) حياً سكنياً بحلفا الجديد يعيشون تحت أسقف الاسبستوس كما أنّ شبكة المياه مصنوعة من هذه المادة.وأضاف أزهري خلال مؤتمر صحفي عُقد أمس بدار اتحاد المحامين أن هذه المادة محرمة دولياً؛ باعتبارها مسببة للسرطانات والفشل الكلوي، وثبت ذلك عملياً من خلال الدراسات, وقال إن الشبكة تقوم بإعداد دراسة حول مخاطر هذه المادة وبدأت في جمع المعلومات, مشيراً إلى أن نسبة المرض في المستشفيات في زيادة وحالات الوفيات في تزايد بسبب هذه المادة.وذكر أن الشبكة فضّلت التصدي لهذا الأمر من خلال هيئة قومية برئاسة د. معاوية حامد شداد، وتضم منظمات المجتمع المدني النوبية وشبكة حقوق الإنسان والجمعية السودانية لحماية البيئة، مشيراً إلى أن مواطني حلفا مهددون بكارثة حقيقية وأنّ القضية لا تهم إنسان حلفا فقط بل تهم كل مواطن سوداني.من جانبه قال مدير الدائرة القانونية بالجمعية السودانية لحماية البيئة معتصم الأمير إن الجمعية لديها دراسات علمية عن مخاطر هذه المادة بعد أن توفرت معلومات عن أضرار هذه المادة, وأضاف أنّ جمعية حماية البيئة أفلحت من قبل في إغلاق مصنعين في الخرطوم بحري والشجرة يصنعان مواد الإسبستوس في العام 2004م, وطالب الأمير باستئصال هذه المادة من منطقة حلفا ووضع مواد بديلة ومضمونة لا تؤثر على صحة الإنسان, وقال إن هذه المادة موجودة منذ أن تمّ تهجير أهالي حلفا قسرياً ومشيراً إلى أنّ العمر الافتراضي لهذه المادة قد انتهى لأنّها مستخدمة لأكثر من أربعة عقود. وانتقد قانون تهجير أهالي حلفا الذي تم إلغاؤه في عهد مايو بأنّه لم يهيئ البيئة الصالحة والصحية ودعا لحل هذه القضية بإشراك الأمم المتحدة والحكومتين السودانية والمصرية, باعتبارهم موقعين على قانون تهجير أهالي حلفا.من جانبه كشف عضو بمنطقة أرقين محمد سليمان نقد الله أنّهم قاموا بإجراء إحصائية في (3) قرى أوضحت أن خلال العشر سنوات الأخيرة توفي أكثر من (370) مواطناً بمعدل (37) مواطناً في كل عام جميعهم توفوا بأمراض سرطان (الثدي) المريء, الحنجرة, الرئة, القولون والمثانة. وقال إنّ مادة اللإسبستوس هي السبب في هذه الأمراض الفتاكة.وفي ذات السياق اعتبر استشاري الطب الباطني سيف محمد علي أن أهالي حلفا لم يتم تهجيرهم بل نفيهم لأنّه تهجير قسري ولم يعيشوا في بيئة صحية وشبّه الإصابة بالاسبستوس بالإيدز لأنها تظهر بعد عشر سنوات بضيق في التنفس يعقبه نقص في الوزن, وقال إن فترة ظهور الأعراض تمتد من 6 شهور إلى (5) سنوات وأضاف أن 95% من الأمراض التي يسببها الاسبستوس لا تعالج.