الرماد كال خشم الراجينا نطلع ....... ما طالعين !!!!

اذا كان كل العالم يتساْل عن ثورة السودان ولم َ تأخرت فنحن لن
نتساءل لأننا نرى واقع الحال ... ونقول لا ثورة في السودان فلا ينظرنا أحد
....
بالأمس وقفت على توزيع السكر الذي يشرف عليه جهاز الأمن في الأسواق ورأيت
الشعب صفوفا لا كصفوف رغيف الصادق .. فتلك كانت بكرامتنا وتسعيرتنا ولكن
صفوف سكر الإنقاذ حملت لنا أهدارا في كرامتنا وحطّا من انسانيتنا وقهرا لنا
بغير منتهى .... ورأيت الناس تهان وتذل وتخنع وحتى مجندي الأمن ومنتسبيه
يبلغ بالواحد منهم اضطادنا أن يصيح في الناس : أي زول ما يركب الصف وقيّة
ما بديهو وال ما عاجبو ال يمشي يشتكيني ... أقيف زول والله لو جيتك طالع
أدخلك جوة مخلايتك دي ... أسكت أسكت يا أبو الشباب شيل سكرك واتخارج من
الناس دي ... يا حيوان ... يا .....
رأيت إهانة ما عليها مزيد وعلمت أن أكثر الواقفين من سماسرة السكر واتباع
التجار وأن للواحد منهم عشرين جنيها في الجوال نظير وقفته ومزاحمته
واحتماله الشمس والغبار وأن يهان فصاحب المال عندنا لن يعرض نفسه لهكذا
موقف ... وعلمت أننا نقبل الذل لقاء عشرين جنيها نعمل لأجلها سحابة يومنا
بدون أن يراعى فينا أدنى قواعد العمل أو حتى نراعيه في أنفسنا ...
رأيت السودان ينقسم عنه ثلثه أو يزيد والشعب يشرب الشيشة ويتكيف وأكاد أجزم
أن لا أحد أوجعه إنزال علم السودان الذي لم ينزل بأرضنا منذ رفع عام 1956
وتعبر فينا لحظة كتلك ولا يحفل بها أحد ..... لسنا أصحاب وجعة على كرامتنا
المراقة في سوق الإنقاذ المنتن حتى نكون أصحاب وجعة على الوطن الذي نتنسم
هواءه وننتفع بشمسه ومياهه ولنا فيه مراتع الصبا الأول وبواكير الشباب
اللذيذ ...
لن يثور جياع السودان وهم يموتون جوعا لأننا شعب لا يقرأ ولا ينظر ولا
يتذكر ولا يتعلم .... نحن قطيع من سوام تبحث عن علفها عند أي سيد تلتقطه
هنيئا مريئا من بين أقدامه بكل فروض الذل والخنوع .....والإنكسار ....
نحن قطيع صبايا تبحث عن المال وتقصد أي باحث عن متعة أعلاها أو أسفلها بأي
ثمن كان فتبيعه وتمسح عن فخذيها ختم الخنوع وفاتورة البيع من شرفها وعزتها
وتعدل ثوب كرامتها الذي تلوى وتخبّن وتغبر تحت ثقل المشتري .... ثم تمضي
تتخبط لا تلوي على شيء ولا ثمة دمعة كرامة تسقط لتمسح ..... بل راحة وزجاجة
بارد ونقطة .... زبون جديد ....
لن يثور موظف يستدين ضعف مرتبه وياكل منذ منتصف الشهر من كرامته وعزة أسرته
لأنه يرسل البنات وأمهّن الى أماكن الدين ومظانّه وهن سيتصرفن ويتلهى بلعب
الورق عن ملاحظة بيته وتسيير شئونه فتصبح كريمات الأسر مومسات ....
لن نثور وخطيب الجامع لا يفتأ يذكرنا كل جمعة بالجنة وبالنار وبالثبور
ويقدح في الشباب الغائب عن المساجد ولا يستطيع الكلام عن أكل أموال الناس
بالباطل ...ويتجنب الحديث عن الخبز الذي يصغر حجما ويكبر سعرا حتى كاد
يتلاشى ويبقى ثمنا ندفع بلا شيء نشتري ....
لن نثور لأننا لا نستطيع أن نثور على سؤ دخلتنا ووضاعة نفوسنا وبؤس مرامينا
وحبنا للخنوع والخضوع لن نثور على ضعفنا ومركب قبول المهانة العظيم لدينا
حتى نستطيع الثورة على اللصوص ....
لا تنتظرونا - أيها العالم - فنحن في المهانة أشد سرورا ... ونحن بالبؤس
أكثر بهجة ... ونحن أحلى بثوب السوام والهوام نحن أجمل ونحن نيام

المصدر : الراكوبة] lol!